Loading...
العدد 05

كان للتكنولوجيا دور أساسي لا يستهان به في دعم البشرية خلال معركتها للتغلب على تداعيات الجائحة العالمية الحالية، ولمواجهة هذه الأزمة، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي توجيهاته بتوفير كافة الإمكانيات التكنولوجية لإتاحة الحماية التكنولوجية للمقدرات الوطنية.

وكانت البنية الرقمية عالية الكفاءة التي تتمتع بها إمارة دبي على مستوى التحدي الذي فرضه العمل عن بُعد والبقاء في المنزل؛ حيث مكّنت البنية الأساسية فرق العمل من تقديم حلول مبتكرة من خلال توظيف التكنولوجيا المتقدمة والناشئة والموجودة بالفعل، بدءاً بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى تقنية البلوك تشين وعلوم البيانات.

وبفضل بنيتها التحتية الإلكترونية العالية الكفاءة، نجحت مدينة دبي في مواجهة التحديات التي فرضتها الجائحة من خلال مواصلة إتاحة الخدمات الحكومية بسلاسة تامة وبالترافق مع تطبيق إجراءات الطوارئ الطبية في إطار من السرعة والكفاءة. فيما تمكّن المقيمون والموظفون في الإمارة من العمل عن بُعد في بيئة آمنة مدعومة بأنظمة الاتصالات المتطورة.

دعم عمليات التعافي الاقتصادي

قال الدكتور توم لوني، البروفيسور المشارك، تخصص الصحة العامة وعلم الأوبئة، ويعمل أكاديمياً في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، "إن ما يميز مدينة دبي فيما يتعلق بالاستجابة وإدارة الأزمة هي قدرتها على الاستجابة واتخاذ القرارات السريعة المستندة على البيانات والعلم".

منظومة دبي الرقمية الفائقة تدعم اقتصادها ومجتمعها عبر:

العمل عن بُعد

ساهمت البنية التحتية للاتصالات بدبي في دعم الجهات الحكومية والشركات خلال مواجهة تداعيات الجائحة وتمكنت من الاستجابة السريعة للتحديات أثناء تطورها، حيث استطاعت الشركات تنفيذ عملياتها اليومية بمرونة فائقة، وتمكّن الموظفون من أداء مهامهم عن بعد، بالإضافة إلى ذلك فقد تم ابتكار حلول لعقد الاجتماعات عن بُعد وتلبية متطلبات التسوق وإتاحة خدمات أخرى عديدة عبر الإنترنت. ولا شك أن بعض قطاعات الاقتصاد قد تأثرت أكثر من غيرها، وتمكنت قطاعات كثيرة من الاستمرارية في أداء أعمالها والمضي قدماً في خططها بفضل التكنولوجيا وساهمت شبكة الإنترنت فائقة الجودة والموثوقة بدبي في توفير الدعم الفعّال للشركات لاستخدام منصات الاجتماعات المرئية بتقنية الفيديو، فيما حوّلت شركات أخرى أعمالها لتصبح مدارة من خلال شبكة الإنترنت، وخاصة قطاع التجارة الإلكترونية.

التعلم عن بعد

أصبح الأطفال في كافة أنحاء دولة الإمارات على دراية أكبر بتجربة التعلم عن بعد، حيث يتم شرح الدروس المدرسية لهم عبر منصات الفيديو مثل منصة "مايكروسوفت تيمز". وتمكنوا من إجراء اختباراتهم وتسليم واجباتهم عبر الإنترنت، بل وأيضاً ممارسة الرياضة أثناء حصص التربية البدنية التي يتم بثها مرئياً وهم في بيوتهم، وهذه الطريقة الجديدة للتعليم في المدارس ومؤسسات التعليم العالي كالجامعات توفر مزايا عديدة أهمها المرونة في إدارة الصفوف الدراسية. وإذا كان التعلم عن بعد سيصبح جزءاً من حياتنا، فإنه يتطلب البنية الرقمية التحتية السليمة والآمنة التي يحظى بها مجتمع دبي.

جهود الصحة العلمية المنسقة

ساهم اعتماد القطاع الصحي على التقنيات التكنولوجية في الحد من انتشار الفيروس، حيث قامت الإدارات الطبية والمستشفيات ومراكز الأبحاث والعديد من المهنيين بتوظيف التكنولوجيا القائمة على البيانات للتنسيق بين جهودهم. وبفضل البنية الإلكترونية التحتية المتقدمة لمدينة دبي، أصبحت هناك إمكانية لتوزيع الموارد الطبية بشكل أسرع، ومتابعة حالات العدوى بالفيروس بشكل أفضل، ومراقبة نطاق المرض بصورة أدق. كما تم توظيف التكنولوجيا المستقبلية لإنتاج الكمامات الواقية بالطابعات ثلاثية الأبعاد، واستطاعت الفرق العلمية في دولة الإمارات التوصل إلى اكتشافات غير مسبوقة لمكافحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

أدوات الرصد والمراقبة الرقمية

تشتهر دبي ببيئتها الحاضنة للإبداع والابتكار، وفي إطار جهود حكومة دبي الرامية لإدارة حركة المجتمع أثناء فترة الإغلاق، قامت المدينة بتوظيف أحدث تقنيات الاتصالات لإرسال رسائل تنبيه بخمس لغات إلى المقيمين عبر هواتفهم الذكية. كما عملت على تنفيذ طلبات وتراخيص الخروج والتنقل بسرعة وكفاءة. وتضمنت الاستجابات الرقمية ابتكار الخوذة الذكية لقياس درجات حرارة المارة في الشارع، بالإضافة إلى تطبيق تقنيات التصوير الحراري لإخطار السلطات بالأشخاص المصابين بارتفاع درجة الحرارة، مما يشير إلى احتمال إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.