كوفيد-19 يفرض خطط شاملة للتحول الرقمي
كان للتكنولوجيا والفضاء الإلكتروني دوراً أساسياً لا يستهان به طوال الجائحة العالمية، حيث أسهما بشكل إيجابي للغاية في إدارة مواجهة الوباء، ولكن بالطبع لم يخلو الأمر من محاولات الاحتيال والقرصنة الإلكترونية من خلال استغلال قلق الناس حيال الفيروس. إن انتشار وباء كوفيد-19 غيّر مشهد الأمن الإلكتروني تماماً على نطاق واسع، حيث توجب على الشركات توظيف النظم التقنية المتطورة لتمكين فرقها من العمل عن بُعد بأمان وكفاءة، وتمكنت العائلات من البقاء على تواصل باستخدام وسائل وقنوات الاتصال المتاحة.
وأكدت الأبحاث التي أجريت بين مارس ومايو 2020 أنه كان للجائحة تأثيراً هائلاً على عمليات البحث عبر الإنترنت عن الأمن الإلكتروني، أما أبرز الاتجاهات الأخرى التي نتجت عن الجائحة فتضمنت الحوسبة السحابية والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي والهندسة الاجتماعية والتصيد الاحتيالي.
ومن المتوقع أيضاً أن يشهد قطاع الأمن الإلكتروني نمواً كبيراً وسريعاً استجابة للاعتماد المتزايد على أسلوب العمل عن بُعد والتجارة الإلكترونية والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين والتي بدورها سترفع نطاق التهديدات الإلكترونية وتتيح المزيد من الفرص أمام الجهات المهاجمة. وشكلت أزمة كوفيد-19 تحدياً للشركات من حيث الأمن الإلكتروني، بدءاً من الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الشركات العملاقة متعددة الجنسيات، التي اضطرت جميعها إلى اتخاذ تدابير أمنية مسؤولة والامتثال للوائح الدولية.
وفي أبريل الماضي، أفادت شركة غوغل أنها قامت برصد وحظر حوالي 18 مليون رسالة بريد إلكتروني احتيالية تتعلق بكوفيد-19 يومياً، وذلك من خلال تقنية التعلم الآلي المتقدمة الخاصة بها، التي قامت أيضاً برصد أكثر من 240 مليون رسالة غير مرغوب فيها يومياً مرسلة لمستخدمي "جي ميل" في محاولات غير أخلاقية تستغل الذعر المنتشر بين الناس جراء الوباء.
لم يعد الأمن الإلكتروني مسألة متروكة لخبراء تكنولوجيا المعلومات، بل أصبح يشكل أولوية قصوى لكل شخص يستخدم الفضاء الرقمي، بدءاً من موظفي الشركات وصولاً إلى العائلات، لتثقيف أنفسهم حول المخاطر وحماية أنظمتهم ضد الهجمات الإلكترونية.